الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

قائمة ندم مشتركة للرجال والنساء على فراش الموت

 
جمعت الاسترالية بروني وير "قائمة ندم مشتركة" لكل المرضى الذين خففت عنهم آلامهم وأحزان في أيامهم الأخيرة، خاصة الرجال. وكممرضة "تخفيف".. كانت مسؤولة عن العناية الطبية والتهوين النفسي على المرضى الميؤس من شفائهم. وحسب صحيفة "الجارديان البريطانية" فقد عملت بروني في هذا التخصص لسنوات عديدة، لازمت خلالها كثير من المرضى في آخر 12 أسبوعا من حياتهم.


ورصدت روني خلال هذه السنوات ما أسمته بـ"طقوس الإقبال على الموت"، التي يقوم بها كل مريض بطريقته الخاصة. ثم نشرتها في مدونة أسمتها "الإلهام والتشاي"، وهو مشروب مثل الشاي لكن يضاف إليه أعشاب أخرى تعطي كل كوب نكهته الخاصة.
وكانت كل تدوينةتكتبها  بروني هي عبارة عن خلاصة تجربة مريض ترافقه وهو يستعد لمصافحة الموت. ولاقت المدونة إقبالا كبيرا حتى أنه تم تحويلها إلى كتاب بعنوان "أكثر 5 أشياء يتأسفون عليها عند الموت".
ولم يكن تمني مزيداً من الأموال أو الأولاد أو حتى الترفيه على رأس قائمة الندم، لكن رغبات أخرى يمكن تلخيصها في العبارة التالية "كنت أتمنى أن أكون شجاعا بما يكفي لأعيش حياة أكون فيها صادقا مع نفسي، وليس حياة يتوقعها مني الآخرون".
وقالت بروني عن مدونتها إن "الندم كان على رأس القائمة أنه عندما يلاحظ الناس أن حياتهم أوشكت على الانتهاء، ولم يعد يتبقى لهم إلا التبصر فيما مضى منها، ليكن من السهل رؤية أنه كانت هناك أحلاما كثيرة لم يتم تحقيقها".
وأضافت "لا يعطي أغلب الناس حتى نصف أحلامهم مكانتها الصحيحة في حياتهم، بسبب اختياراتهم، ثم يدركون فجأة أنهم ميتون لا محالة".
وأشارت إلى أن "هذا الندم اشترك فيه كل الرجال وكل النساء، لكن قليل من الناس يدركون ذلك".
ويتندم الرجال أيضاً في محادثاتهم الأخيرة مع بروني قائلين "يا ليتني لم أعمل بهذا الكد"! وقالت الممرضة الاسترالية إن سبب الندم على الإفراط في العمل بالإجبار أو بالاختيار، هو أنه يفوت على الأب طفولة أولاده وشبابهم، وصحبة رفيقة دربه.
وقالت روني إنها لم تر كثيرا من النساء مسؤولات عن الإنفاق على المنزل، لكن الرجال جميعا قالوا لها إنهم كرهوا إرهاق الساعات الطويلة من حياتهم في "طاحونة التواجد في العمل".
وكانت الشجاعة في التعبير عن المشاعر أيضا سببا للندم لمن فرطوا فيها. وقالت روني إنها كانت تخفف عن أشخاص قمعوا مشاعرهم للحفاظ على عدم التصادم مع الآخرين. وكانت النتيجة أنهم حظوا بوجود باهت في الحياة، فلم يتيحوا لأنفسهم أن يصبحوا ما هم قادرين عليه. وكثيرا ما يصاب آخرون بأمراض نتيجة المرارة والاستياء الذي يشعرون به نتيجة قمع التعبير عن المشاعر.
وفي واحدة من المفارقات المثيرة للسخرية أن الإنسان لا يندم على إضاعة الحفاظ على التواصل مع الأصدقاء إلا عندما يوشك على توديعهم للأبد.
وحسب روني فإن مرضاها لم يكونوا يدركون أهمية أن يوجد معهم أصدقائهم خلال أيامهم الأخيرة. وقال لها البعض إنهم ضيعوا "أصدقاء من ذهب" بعد أن استغرقتهم حياتهم الشخصية وشؤونهم الخاصة. "فكان لدى هؤلاء المغادرون ندما داخليا عميقا أنهم لم يخصصوا الوقت الكافي للأصدقاء". وقالت روني "الكل افتقدوا أصدقائهم خلال أوقات الاحتضار" خاصة الرجال”.
وكما بدأت روني كتابها بالحديث عن ندم اشترك فيه الرجال والنساء، اختتمته أيضا بندم مشترك.، وهو أن الكل كان يتمنى أن "يترك نفسه يعيش حياة أسعد".
وقالت روني "لا يلاحظ كثيرون حتى قبل خط النهاية أن السعادة اختيار". وأنهم يعيشون حياتهم ضمن قوالب وعادات نمطية تكون السبب في إضاعة السعادة مثل فكرة الكرامة. وأن الإنسان يستريح ويألف استمرار تيار معين من المشاعر داخله، مثلما يألف عادات جسدية معينة.
وأن الخوف من تغيير الأفكار السلبية وأنماط الأفعال السلبية، يجعلهم يتظاهرون أنهم سعداء أمام الآخرين. ويكذبون على أنفسهم بذلك، حتى تأتي لحظة الحقيقة.